Child Appeal Charity

المقالات

اطفال غزة :الحرب بعد شهرين

في اليوم السادس والستين من الحرب على قطاع غزة، تتزايد حدة العدوان وتتفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية. وفي ظل استمرار القصف والهجمات، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أرقام مرعبة، حيث وصلت في هذا اليوم إلى 18 ألفًا من الشهداء و49,000 من الجرحى. يظهر الدمار الهائل الذي ألحقه العدوان بآلاف المباني، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن 61% من المنازل تم تدميرها خلال الـ66 يومًا الماضية، مؤكدًا أن الاحتلال دمر أكثر من 305 الاف وحدة سكنية.

 

نتيجة لتلك الهجمات وتدمير المنازل، يعيش أكثر من مليون ونصف لاجئ في ظروف خطرة وصعبة. يتسارع تدهور الأوضاع المعيشية، مع نقص وسائل الإيواء وتفشي الأمراض والأوبئة، وذلك في ظل اقتراب موسم الشتاء. تتسارع الأزمة بفعل قيود الوصول وحرمان المدنيين من الطعام والمياه والعلاج، بالإضافة إلى انقطاع إمدادات الكهرباء والوقود. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يشير الوضع إلى أن 97% من المياه الجوفية في غزة غير صالحة للاستهلاك البشري.

 

واقع أطفال غزة:

واقع أطفال غزة يمثل صورة مأساوية لحياتهم اليومية، حيث يعانون من نقص حاد في إمدادات المياه النظيفة وغياب الرعاية الصحية الضرورية التي تحميهم من خطر الموت الوشيك نتيجة. أشارت المتحدثة باسم اليونيسف في محادثتها مع الجزيرة إلى ضرورة السماح بوصول المساعدات بشكل آمن وغير مشروط إلى جميع أنحاء القطاع، بهدف تلبية احتياجات الأطفال والمدنيين. وأكدت على أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع.

 

ما يعانيه اطفال غزة يتجاوز تصورات العقل، حيث هناك من أجرى عمليات جراحية صعبة جداً، مثل البتر والشق، في مناطق صعبة من أجسادهم دون استخدام للمخدرات. وللأسف، حتى  ان الكثير من المواليد الجدد لم يحظوا بالرعاية الطبية اللازمة بعد الولادة، فاستشهدوا بشكل مأساوي. يضاف إلى ذلك، وجود أطفال خدج لا يجدون مكانًا يلائمهم في الحضانة، وقد استشهد الكثيرون منهم، في حين يعيش الآلاف حاليًا في مراكز إيواء المعرضة للقصف وغير مناسبة للعيش. يتشارك المئات في هذه المراكز وينتظرون بفارغ الصبر للدخول إلى الحمام، إضافة إلى نقص حاد في الغذاء والمياه في هذه الأماكن، حيث يجد اللاجئون أنفسهم مضطرين للنوم على الأرض.

 

معاناة الأطفال في مرحلة ما بعد الحرب

معاناة اطفال غزة في مرحلة ما بعد الحرب في غزة تتسم بظروف نفسية صعبة للغاية، حيث يظهر تأثير الحرب عليهم بطرق مأساوية. يواجه الآلاف من الأطفال الذين نجوا، تحديات نفسية هائلة نتيجة للمشاهد الصادمة وأصوات القصف والنقص الحاد في مستوى المعيشة الذي يعيشونه.

 

تعاني الأطفال الذين نجوا في مرحلة ما بعد الحرب من اضطرابات نفسية وذهنية جسيمة، حيث يظهر الخوف والقلق على وجوههم، و يعانون من انعدام الأمان والفزع. يفتقدون إلى فرص التعليم وفقدان الأصدقاء الذين فقدوا في تلك الأحداث المأساوية.

 

تشمل التحديات النفسية والجسدية لهؤلاء الأطفال فقدان أحد أفراد الأسرة أو الآباء، وفي بعض الحالات فقدان الأطراف أو الحروق الجسدية التي تترك آثارًا دائمة. كما يعانون من الآثار النفسية لما بعد الصدمة، حيث يعاني الكثيرون من اضطرابات النوم والتوتر العقلي، مما يؤثر على نموهم العقلي والبدني. يظهر تأخر النمو العقلي والبدني، مع تزايد حالات الاكتئاب والفوبيا، وتكرار نوبات الهلع والتبول اللاإرادي والكوابيس الليلية التي تعكس حدة الصدمة النفسية التي مروا بها.

 

Leave A Comment

Your Comment
All comments are held for moderation.