برنامج صحة الطفل
تعتبر الصحة من أهم الحقوق التي يجب على الأطفال امتلاكها فالطفل هو الأكثر عرضة للمخاطر الصحية و تأثّراً بها. لذلك ينبغي الإهتمام بصحته و التأكّد من حصوله على كافة الخدمات الصحية منذ ولادته. حيث تعتبر الصحة البدنية مفتاحاً للصحة العقلية و الاجتماعية المستقبليّة. فكلّما كانت صحته جيدة في بداية حياته كلّما انعكس ذلك إيجاباً على حياته الصحية في المستقبل.
و تتمثل صحة الطفل في حصوله على خدمات الرعاية الصحية مثل التطعيمات و الفحوصات الطبية التي من شأنها الكشف المبكّرعن الأمراض بالإضافة الى التوعية و التثقيف، و تكمن أهمية التوعية في المساعدة على الوقاية من الأمراض.
إن الاهتمام بصحة الطفل تقلل من معدل وفيات الأطفال بفعل الأمراض المختلفة كما أن الاهتمام المتكرر بصحة الطفل تساعد على الكشف المبكر لأي من حالات تأخر النمو او الإعاقات.
أشار تقرير طبي أصدره “المجلس العالمي للنظافة(GHC)” عام 2016 كما ورد في وكالة الأناضول إلى أن هناك 3 ملايين طفل دون الخامسة يموتون كل عام حول العالم؛ نتيجة الإصابة بالأمراض المعدية؛ حيث يموت ما يقرب من مليون طفل سنويا جراء الأمراض الرئوية، وأكثر من 700 ألف طفل يموتون نتيجة الإصابة بالإسهال.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الأنفلونزا الموسمية تتسبب في 3 إلى 5 ملايين حالة إصابة خطيرة كل عام حول العالم، وما يتجاوز نصف مليون حالة وفاة، علاوة على الآثار الاقتصادية الضخمة.
تعاني نسبة كبيرة من الأطفال في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا من عوائق صحية، فوفقاً لتقرير اليونيسف الصادر في (أيار،2017) فإنّ 24 مليون طفل معرضون للخطر في كل من اليمن و سوريا و العراق و قطاع غزة و ليبيا و السودان، و ذلك بسبب الضرر الذي تعرضت له البنية التحتية الصحية مما يمنع وصول الأطفال إلى الرعاية الصحية اللازمة. بالإضافة الى الإهمال الذي أصاب خدمات المياه و الصرف الصحي التي تسبب في انتشار الأمراض، وغياب الغذاء و الرعاية الصحية الوقائية.
و بالرغم من أن عمر التقرير ما يقارب الخمس سنوات، الى أن الأحوال لم تتحسّن بل ازدادت سوءاً خصوصاً في السنتين الماضيتين مع انتشار فايروس (كوفيد 19). ولا يمكن أن ننسى لبنان الذي انضم مؤخّرا الى الشعوب الفقيرة حيث يعاني شعبه من أزمة مالية ضربت كل القطاعات بما فيهم القطاع الصحي. و الجدير بالذكر أن هجرة الأطباء منه زادت الوضع سوءاً.
يسهل علينا إحصاء الجروح الجسدية و لكنه من الصعب أن نحصي الجروح النفسية وتأثيرها على حياة الأطفال، خصوصاً أولئك الذين عاشوا في مناطق النزاعات و عانوا من قسوة الحروب و التهجير. نملي كثيرا من الأهمية للصحة الجسدية للأطفال و ننسى تأثيرات الصحة النفسية عليهم فالكثير منّا يجهل أهميتها في نموهم السليم. فما شاهده الأطفال خلال الحروب من قصف و دمار و موت للأقارب و الأصدقاء يولّد شعوراً مؤلماً يصعب نسيانه حتى لو بعد عشرات السنين.
يتعرض الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة الى إهمال صحي و نفسي على الدوام، فمثل هذه الحالات تتطلّب اهتماماتٍ خاصة. فبحسب منظمة الصحة العالمية فإن أصحاب هذه الفئة يعانون من عوائق عديدة تتمثل في إدراك محدود للحالة، بالإضافة الى التحامل و التمييز من قبل مقدمي الخدمات وغيرهم من العاملين في المرافق الصحية. كما و يعجز أكثر من نصف الأشخاص ذوي الإعاقة في البلدان المنخفضة الدخل من تحمل تكاليف الرعاية الصحية المناسبة.
ويهدف برنامج صحة الطفل لتحقيق الأهداف التالية:
- توفير الرعاية الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة من الفئة التي نقدم لها الخدمة.
- توفير الرعاية الصحية الأولية من خلال إنشاء نقاط صحية متنقلة وثابته خاصة بالأطفال.
- توفير خدمة التأمين الصحي للأطفال الذين ترعاهم Child Appeal وتفعيله من خلال الشركاء من المؤسسات الصحية الخاصة بصحة الطفل.
- توفير خدمات الصحة النفسية للأطفال الذين تعرضوا للصدمات في مناطق النزاع والحروب من خلال الشركاء المختصين.