مستشفى ميداني: حياة جديدة في مناطق الأزمات!
في مناطق الصراع والكوارث، يكون الوصول إلى الرعاية الطبية نادرًا. وهنا تكون فكرة مستشفى ميداني شعلة الأمل، تقدم الخدمات الصحية الحيوية للمحتاجين.
تمثل المستشفيات الميدانية والعيادات الصحية ركيزة أساسية في تقديم الرعاية الصحية الحيوية للمتضررين. حيث تكون هذه المستشفيات مجهزة بطاقم طبي متنقل ومجموعة من الأدوات الطبية. تتميز هذه المستشفيات بقدرتها على تقديم خدمات الطوارئ الطبية بسرعة وفعالية، مما يسهم في إنقاذ الأرواح وتقليل حدة الآثار السلبية للكوارث والنزاعات على السكان المتضررين قبل نقل المصابين بشكل آمن إلى مرافق طبية دائمة. بفضل تواجدها في المناطق المحتاجة، توفر المستشفيات الميدانية الوصول السريع والسهل إلى الرعاية الطبية للمصابين والمرضى، مما يعزز فرص النجاة والشفاء. في نهاية المطاف، يعتبر وجود المستشفيات الميدانية في مناطق الكوارث والنزاعات ضروريًا للحفاظ على حياة الناس وتقديم الدعم الطبي اللازم في أوقات الضرورة القصوى.
ما هي الخدمات التي تقدمها المستشفيات الميدانية؟
دور المستشفيات الميدانية في الاستجابة للأزمات لا يقتصر على تقديم الرعاية الطبية الأساسية فقط، بل يمتد إلى عدة جوانب تؤثر بشكل كبير على الحياة في مناطق الأزمات. إليك بعض الخدمات التي تبرز أهمية هذه المستشفيات في الاستجابة للأزمات:
- الرعاية الصحية الطارئة: تلعب المستشفيات الميدانية دوراً حيوياً في تقديم الرعاية الصحية الطارئة في حالات الأزمات، حيث توفر الخدمات الطبية الأساسية والحيوية للمصابين والمرضى. تشمل هذه الخدمات الإسعافات الأولية، والعلاجات الضرورية لإنقاذ الأرواح، وتقديم الرعاية للحالات الحرجة. مما يسهم في الحد من عدد الوفيات وتخفيف الآثار السلبية للأزمة على المتضررين.
- الدعم النفسي: بجانب الرعاية الطبية، تقدم المستشفيات الميدانية دعمًا نفسيًا للمرضى والمصابين الذين يعانون من صدمات نفسية نتيجة للأزمات. يوفر الفريق الطبي المتخصص الدعم النفسي والتشجيع، ويساعد المرضى على التكيف مع الظروف الصعبة والتغلب على الضغوطات النفسية التي قد تنشأ نتيجة للمواقف الصعبة التي يمرون بها.
- المساعدة في العمليات الجراحية: تُعتبر المستشفيات الميدانية مركزًا رئيسيًا للعمليات الجراحية الطارئة، حيث يتم تقديم الخدمات الجراحية الحيوية للمصابين الذين يحتاجون إلى تدخل جراحي عاجل. يشمل ذلك إجراء الجراحات الحرجة والمهمة لإنقاذ الأعضاء وتقديم الرعاية الجراحية الفورية التي قد تنقذ حياة المرضى.
- تدريب الكوادر الطبية: تعتبر المستشفيات الميدانية بيئة مثالية لتدريب الكوادر الطبية الجديدة، حيث يكتسب الأطباء والممرضون الخبرة العملية في التعامل مع الحالات الطارئة والحروب الطبية. يتعلم الطاقم الطبي المحلي من الخبراء ويكتسب المهارات اللازمة لتقديم الرعاية الصحية الطارئة والفعالة في ظروف الأزمات.
- تعزيز البنية التحتية الصحية: بالإضافة إلى تقديم الرعاية الطبية، تساهم المستشفيات الميدانية في تعزيز البنية التحتية الصحية في المناطق المتضررة. يتضمن ذلك توفير الأدوات والمعدات الطبية اللازمة، وتطوير البنية التحتية الصحية المحلية، وتقديم الدعم الفني والتدريب للكوادر الطبية المحلية، وهو ما يعزز قدرتهم على التعامل مع الأزمات الصحية وتقديم الرعاية للمصابين.
كيف تصنف المستشفيات الميدانية؟ (1)
هنالك عدة عوامل تصنف المستشفيات الميدانية بناءً عليها مثل:
– المسافة إلى منطقة الكارثة.
– عدد وخبرة الطاقم الطبي المتاح.
– توافر الإمدادات الطبية والمعدات.
– تعقيد العمليات الجراحية.
– تقديم الخدمات التخصصية.
هذه المرافق تُصنف على مقياس من 1 إلى 4 لتحديد مدى استعدادها لتقديم الرعاية الطبية الطارئة. وتتمتع بحماية دولية تمنع الهجمات عليها أو الإضرار بها، بموجب القوانين الدولية مثل اتفاقيات جنيف، ويُعد الهجوم عليها جريمة حرب.
تنقسم المستشفيات الميدانية إلى عدة أنواع حسب امكانياتها الطبية:
– النوع الأول: مستشفى الميدان فئة أولى، وهو غير جراحي ويقوم بفرز المرضى وإجراء الإسعافات الأولية.
– النوع الثاني: مستشفى الميدان فئة ثانية، وهو جراحي بسيط للحالات الجراحية الطفيفة.
– النوع الثالث: مستشفى الميدان فئة ثالثة، وهو جراحي معقد للحالات الجراحية المعقدة والحرجة.
وفي العام 2020، طورت مستشفيات ميدانية مصممة خصيصًا لمكافحة الأمراض المعدية المنقولة جواً، وغيرها، مزودة بنظم الضغط السلبي وبنظم تعقيم متطورة بالأشعة فوق البنفسجية، وبأعداد كبيرة من وحدات العناية الحثيثة والمركّزة.
دور نداء الطفل في الجهود الإنسانية
في جمعية نداء الطفل، ندرك تمامًا الأهمية الحيوية للمشافي الميدانية في تخفيف المعاناة وإنقاذ الأرواح في مناطق النزاعات والكوارث. يمثل دعمنا المستمر لهذه المرافق الطبية الحيوية ضمانًا لوصول الأطباء والمرضى إلى السكان في مناطق النزاع والكوارث الطبيعية، حيث يتم تقديم العلاجات العاجلة والتدخلات التي تنقذ أرواح الآلاف. بالإضافة إلى ذلك، قامت الجمعية بتوفير العديد من المستشفيات الميدانية وتقديم الدعم النفسي للأطفال في مناطق النزاع ومناطق الكوارث الطبيعية، إلى جانب توفير الأدوية وسيارات الإسعاف. هذه الجهود المشتركة ساهمت في إنقاذ حياة الآلاف، بما في ذلك الجرحى والمرضى وخاصة الأطفال والنساء، مما يبرز التأثير الإيجابي الكبير للعمل الإنساني المشترك في تخفيف معاناة المحتاجين في أصعب الظروف.
بامكانك الاطلاع على نداء الطفل تقدم الرعاية الصحية للأطفال المتضررين من زلزال تركيا في مركز الرعاية الصحية المتنقل
أهمية المشافي الميدانية في الجهود الإنسانية. معًا، يمكننا أن نصنع فارقًا ونضمن أن لا أحد يبقى بدون الرعاية الطبية الأساسية في أوقات الأزمات.
المصدر (1):
بامكانك المساهمة في مشاريع نداء الطفل من خلال هذا الرابط