العودة للمدارس و أطفال الشرق الأوسط
تعود المدارس كل عام على الأطفال و الأهل على حدٍ سواء، حاملةً فرحة الأطفال ببدء عام جديد بعد عطلة الصيف الطويل. فيفرح الأطفال بلقاء أصدقائهم ومعلميهم.
يختلف الوضع عن الأهل والآباء الذين يحضرون العودة للمدارس قبل فترة طويلة لما فيه من تكاليف باهظة من أقساط المدارس، القرطاسية و الكتب و حتى المواصلات كلها أمور تثقل كاهل الأهالي الذين يعانون في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي يخيم على العالم.
ولكن كيف يعود أطفال الشرق الأوسط الى المدارس؟
أطفال غزة و الحروب المتكررة
يختلف أطفال فلسطين عن غيرهم من الأطفال فما يعيشه هؤلاء من حروب متكررة يجعلهم في عرضة دائمة للخطر النفسي و الجسدي، كثير منا يولي الأهمية الكبرى للأمراض الجسدية كونها مرئية ولكن ما يمكن أن يكون أقسى و أخطر هي الأمراض النفسية التي تتراكم عند الأطفال دون ملاحظة أحد.
شكل العدوان الأخير على غزة ، الذي استمر ثلاثة أيام، كما غيره من الحروب المتتالية على القطاع تغيراً كبيراً لدى الكثير من العائلات فقد بلغت حصيلته 44 شهيداً بينهم 15 طفلاً و4 نساء وإصابة 360 بجراح مختلفة.
ان هذه التغيرات على الأطفال من فقد أحد الاخوة، الأقارب و الأصحاب أو حتى الأهل لها تبعاتها النفسية التي تؤثر سلبا على حياتهم، بالإضافة الى الكثير من الأطفال الذين أصيبوا بإعاقات دائمة أو بتشويه.
تقول الدكتورة وفاء أبو موسى، المستشارة النفسية للجزيرة.نت أنها تسمع عبارة ” تعودنا على الموت في غزة” مما يعكس واقعاً أليماً من المعاناة لدى الأطفال في غزة و مناطق الحروب كافة.
العودة للمدارس :أطفال وسط الحروب
في سوريا يختلف مشهد عودة الدراس عن باقي الدول فبعد 11 عاماً من الحرب فإن واحد من كل 3 مدارس لم تعد مؤهلة للتعليم إما لأنها تعرضت للضرر و الدمار أو لأنها باتت تستخدم لأغراض عسكرية بحسب تقرير لليونيسف 2021. كما كشف التقرير أن 2.4 مليون طفل في سوريا غير ملتحقين بالتعليم و يشكل الفتيات 40% منهم.
كما يعاني الأطفال القادرين على التعليم من اكتظاظ الصفوف في مبانٍ غير مؤهلة للتعليم حيث الصرف الصحي و المياه و التدفئة و التهوية شبه معدومين.
أطفال وسط أزمة اقتصادية
ففي لبنان تعود المدرسة على اللبنانيين و المقيمين في ظل أقوى أزمة اقتصادية حيث تستمر الأزمة منذ أكثر من سنتين. فحسب تقرير اليونيسف (الصادر عام 2021) فإن 1 من كل 10 أطفال ذهب للعمل، كما أن 15% من العائلات توقفت عن تدريس أطفال. كما و يقر 80% من مقدمي الرعاية الرعاية بأن الأطفال يواجهون صعوبات في التركيز على دراستهم في المنزل- إما بسبب الجوع أو نتيجة الإضطراب النفسي.
وفي ظل تسارع الأزمة حتى أن بعض المدارس أصبح يطالب بجزء من القسط الدراسي بالدولار الأمريكي، لم يبقى للأهل بديل سوى المدارس الحكومية، ومن الجدير بالذكر أن معلمي المدارس الحكومي يضربون عن التعليم مطالبين بحقوقهم ورفع أجورهم.
- كل هذه الأسباب و غيرها تجعل من العودة الى المدارسة في الشرق الأوسط مختلفة و لكن للأسف هذا الاختلاف سلبي. أما عن الحلول فهي عديدة فليس من العدل أن يبقى هؤلاء الأطفال في معاناتهم وتبقى مساعدتهم على الاستمرار في التعليم من أجل غدٍ أفضل أولوية.