125 يوماً و حرب غزة مستمرة : كيف يعيش الأطفال هناك؟
125 يوما على حرب غزة راح ضحيتها أكثر من 27,840 شهيد إضافةً إلى 67,317 جريح ويشكل الأطفال والنساء 70% من الضحايا في القطاع.
أطفال غزة يعملون لإعالة أسرهم
بينما يعيش أطفال قطاع غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المُستمر، يجتهدون بشكل استثنائي لتحمل المسؤولية المفروضة عليهم في توفير لقمة العيش لأسرهم. الأوضاع الاقتصادية الصعبة تتجلى في ارتفاع نسبة البطالة التي تجاوزت 65%، والفقر الذي بلغ نسبة 70%، و قرابة 80% من الأُسر تعتمد على الإعانات الطارئة والمساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
يواجه الأطفال العاملون تحديات متعددة مثل خطر القصف الإسرائيلي، صعوبة التنقل بسبب نقص الوقود. الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة تتأزم بسبب العدوان، من تأثير إغلاق المعابر واستهداف المرافق الاقتصادية. الأطفال يعملون في مجموعة واسعة من المهن، مثل بيع الملابس المستعملة، والخضار، والأطعمة المختلفة، لتلبية احتياجات أسرهم. بعض الأطفال يقومون ببيع المساعدات الإنسانية لتحقيق دخل إضافي، ويستبدلونها بأصناف أخرى يحتاجونها. الأوضاع الجوية السيئة، مثل البرد القارس والأمطار، تجعل الحياة اليومية للأطفال العاملين أكثر تحدياً. العديد من الأسر تعتمد على المساعدات الإنسانية والإعانات، ولكن الإغلاقات والتدمير الاقتصادي يجعلان الوضع أكثر صعوبة. الأطفال يبذلون جهدًا كبيرًا لتوفير لقمة العيش.
17 ألف طفل في قطاع غزة يعيشون من دون ذويهم
تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” إلى أن حوالي 17 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة يعيشون بدون ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم، مما يعادل 1% من إجمالي عدد النازحين. وأكد جوناثان كريكس، مدير اتصالات اليونيسف في الأراضي الفلسطينية، أن كل طفل في هذه الحالة يحمل قصة مفجعة. العائلات في غزة تواجه ضائقة كبيرة نتيجة لنقص الغذاء والماء والمأوى، ما يجعل أفراد الأسرة يواجهون صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية. تأثرت صحة الأطفال النفسية بشكل خطير جراء الأحداث المدمرة التي شهدتها غزة، حيث ظهرت أعراض مثل القلق الشديد وفقدان الشهية وعدم القدرة على النوم. تحذر كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، من تفاقم الوضع الإنساني في غزة وتطالب بعدم التخلي عن الأطفال هناك، مشددة على أن وضعهم يزداد قتامة. فيما يثير قرار بعض الدول تعليق تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” قلقًا وتحذيرًا من انهيار النظام الإنساني في غزة. وتُشير إحصائيات إلى أن حوالي 70٪ من الشهداء في غزة من النساء والأطفال، مع نسبة كبيرة من الأطفال الذين فقدوا أطرافهم جراء الاعتداءات، وأكثر من 8 آلاف مواطن، بينهم أطفال، لا يزالون في عداد المفقودين تحت الركام وعلى الطرقات. تظهر الحاجة الملحة لخدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي لأكثر من مليون طفل في هذه الظروف الصعبة، فيما يعتبر الوقف الفوري لإطلاق النار السبيل الوحيد لتقديم هذا الدعم على نطاق واسع.